کد مطلب:335852 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148

حوار عمر بن الخطاب مع ابن عباس یفصح عن حقیقة شعار الشوری
قال عمر لابن عباس أثناء خلافته: (یا بن عباس أتدری ما منع قومكم

منكم بعد محمد؟ قال ابن عباس: فكرهت أن أجیبه، فقلت: إن لم أكن أدری فإن أمیر المؤمنین یدری، فقال: عمر: كرهوا أن یجمعوا لكم النبوة والخلافة، فتبجحوا علی قومكم بجحا بجحا، فاختارت قریش لأنفسها فأصابت ووفقت. قال ابن عباس: فقلت یا أمیر المؤمنین إن تأذن لی فی الكلام وتحط عنی الغضب تكلمت، قال عمر: تكلم، قال ابن عباس: فقلت: أما قولك یا أمیر المؤمنین: اختارت قریش لأنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قریشا اختارت لأنفسها من حیث اختار الله لها لكان الصواب بیدها غیر مردود ولا محسود، وأما قولك أنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهیة فقال: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) [1] .

فقال عمر: هیهات یا بن عباس قد كانت تبلغنی عنك أشیاء أكره أن أقرك



[ صفحه 365]



علیها فتزیل منزلتك عندی. قال ابن عباس: فقلت: یا أمیر المؤمنین فإن كان حقا فما ینبغی أن تزیل منزلتك منی، وإن كان باطلا فمثلی أحاط الباطل عن نفسه. فقال عمر: بلغنی أنك تقول: صرفوها عنا حسدا وبغیا وظلما. قال ابن عباس فقلت: أما قولك یا أمیر المؤمنین ظلما فقد تبین للجاهل والحلیم، وأما قولك حسدا فإن آدم حسد، ونحن ولده المحسودون. فقال عمر: هیهات، هیهات أبت والله قلوبكم یا بنی هاشم إلا حسدا لا یزول. قال ابن عباس: فقلت: یا أمیر المؤمنین، مهلا لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا [2] .


[1] سورة محمد: آية 9.

[2] الكامل في التاريخ، لابن الأثير: ج 3 - ص 24، شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد: ج 3 - ص 107، كما أخرجه أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر في تاريخ بغداد راجع مجلد 2 - ص 97 من شرح النهج 12 - 53 - 54 شرح النهج تحقيق محمد أبو الفضل.